الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

صالة الريس عمر


لماذا لا استسيغ الكتابة عن البورصة ، وأهوالها ؟؟
لأنى لست بورصوياً من الآخر ، ولا احبها أصلا ، وهى أصبحت كالقضاء المستعجل ، جاثمة على صدورنا ولمده طويلة ، وإنهيارها مؤقت ، وتعتبر استراحة محارب ، تلتقط فيها الأنفاس ثم تعود مع مافيات السوق ليمارسوا تداول ( الألبنضة ) ولا أتصور أننى أبتعد عن حقيقة البورصة وتصويرها وكأنها صالة قمار ، تذكرنى بفلم خالد صالح في الريس عمر حرب ، وهو مدير صالة للقمار ، أحب واحداًَ من الشباب وقربه وكأنه إبنه ، وهو الممثل هانى سلامة ، طموح ويريد الوصول إلى ثراء الريس فأحضر طاولة روليت لمنزله وأخذ يجرب رمى النرد آلاف المرات إلى أن تمكن من التحكم في رمية النرد ، وتمكن من وصولها الى الرقم الذي يريده ، وأخذ بممارسة هوايته مع شخصيات صالة القمار ، يتفق معهم قبلها بليلة على الأرقام فيكسبون من وراء إتفاقه معهم ، ويتقاسمون المكسب ، وجمع ثروة " بالهبل " من وراء تحكمه في رمي النرد وليقع على الرقم المطلوب ، وما يحصل في البورصة لا يبتعد كثيرا عن ما يحدث في الصالة ، ولنأخذ مثلاً حياً وواقعياً لممارسات المقامرين في سوقنا فنجد سهم كان سعره فوق الدينار واستقر بعد الأنهيار الى 0.146 فلس ، وظل هكذا أياماً متتالية إلى أن أرتفع ووصل الى 0.206 فلس وبطلب 4 ملايين سهم ولا يوجد عرض ، وفجأة وبدون سابق إنذار تم بيع الكمية المطلوبة وهي 4 ملايين سهم في لمح البصر ، استمر السهم في الهبوط ليصل إلى 0.156 فلس ، ولولا توقف البورصة لكان وصل سعره إلى 0.126 فلس ، وتعالوا نحسب مكاسبهم وتساوي 206 – 156 = 50 فلس × 4 ملايين = 200 ألف دينار ، وطبعاً واضح سر التعامل ، فقد قاموا بإيهام المتداولين بأن السهم سيواصل ارتفاعه ، يجذبون ( الصيده ) بتصاعد سعر السهم ، وبطلب 4 ملايين سهم دون عرض ، وعند سعر أعلى متفق عليه رفعه أحد الزورية يتم بيعه الكمية عند السعر الذي حدده ثم يتم التراجع إلى الخطوط الخلفية وعند أسعار متدنية استعداداً لصيده أخري ،بمعنى عند أرتفاع سعر السهم إلى 50 فلس ينزلوا عليه ( حتتك بتتك ) وباعوا الكمية المطلوبة إلى أن وصل سعره لأدنى سعر كما كان ، وهذا نموذج يا ساده لعمليات التلاعب في البورصة ، وكل مرة تجد ضحايا جدد على قارعتها ، اللعبة أصبحت مكشوفة بقيام منتفخى البورصة لشراء سهم معين واهمين البشر بأن هذا السهم سيرتفع فيدخلوا معهم لرفع السهم وما أن يصل لمستوى معين يقوموا ببيعه في ثانية تاركين من دخل معهم في حسرة على فلوسة اللى ضاعت فهو لا يعرف لماذا صعد ولماذا هبط ، والسؤال هل يمكن وضع حد لتطلعات وممارسات الريس عمر حرب ؟؟!
كل الدلائل تشير أنه لا يمكن وضع حد لمثل تلك الممارسات ، لأنها قانونية والقوانين لا تتدخل بالنوايا ولا تحاسب عليها ، ولكن أقول أنه وفي مثل هذه الحالات على المتداول الحويط إذا ما رأى سهم يرتفع ومطلوب بكميات كبيرة أن يقوم بالبيع في بداية أرتفاع السهم ولا ينتظر إلى أن يصل إلى السقف المتفق عليه ليجد نفسه وحيداً فريداً أمام خسارته ، بمعنى أول ما يوصل مثل هذا السهم إلى 0.136 فلس ، بعد أن كان 0.126 يقوم بالبيع ولا ينتظر إلى أن يصل إلى 0.206 فلس مثلاً وهو الحد الأعلى في حالتنا المتفق عليه لهوامير الصالة .
فهل نترك البورصة سداح مداح للجمبزة ، ومصادرة أموال الناس الغلابة ؟!
لأ بالطبع فما الحل ؟!
الحل تشكيل لجنة رقابة شرعية من كبار علماء الأمه ، وأقصد العربية ، المنفتحين على العالم أمثال د. العوا وغيرهم ، تعرض عليهم طبيعة التداول بما يشوبها من شبهات من عمليات المافيا فتصدر أحكاماً شرعية تحرم بعض من عمليات التداول والتى تتعارض مع أكل أموال الناس بالباطل ، وتضع حد وتقيم الحجة على من يتحايل ، ويخطط لصيد فريسته من خلال الاتفاقات المشبوهه ، وتعلق أحكام هذه اللجنة في صدر قاعة التداول ليطلع عليها كافة المتداولين لعل وعسى يستيقظ ضميرهم ويوقفوا عملياتهم بـواعز دينى هذه المره ، بعد أن عجزت القوانين الوضعية من إبطال عملياتهم المشبوهة . وهذا الحل سيخير المتداول في إتباع الطرق المشروعة أو أن يسير فوق ضميره ، ضارباً عرض الحائط بتقوى المعاملات والتى سيحاسب عليها مؤكداً . بعد أن أقيمت عليه الحجة ، ووضع أهل الثقة المعاملات المشروعة من تلك المحرمة وهو حر وذنبه على جنبه وإلى اللقاء في حديث حول النهى الربانى أن لا تأكلوا أموالكم بالباطل
مع أطيب التحيات للأخوة والأخوات
عبد الجليل الغربللى

هناك 3 تعليقات:

Mohammad Al-Yousifi يقول...

حلوة واعز ديني

الفلوس فيها دين؟

غير معرف يقول...

كاتبنا الكبير انا اضم صوتى الى صوتك
واتمنى ان يكون هناك لجنة شرعية للحكم في مثل هذه الحالات او كما تفضلتم رقابة شرعية ولا نتركها هكذا سداح مداح
وجزاك الله خيرا
وفي انتظار مقالتك النهى الربانى

enter-q8 يقول...

السؤال استاذ عبدالجليل
ان هناك اعلان عن ارباح شركات من الربع الاول و الثاني و الى اخره
و الفوز بمناقصات و عقود
ولكن البيع و الشراء يتم قبل الاعلان عنها