غضب الحكام لعبد الجليل الغربللى
معرفتنا بحوادث تاريخية مجتزأه ، وحالة من الهلاميه والضبابية تحيط بها الأمر الذى حدا ببعض الأخوة على طرح أسئلة كنت أحسبها معروفة للجميع ، وتعرض لها مجموعة من الباحثين والمؤرخين ولكن لا زالت تطرح وأحسب أن الواجب في هذه النافذه أن نتعرض لها إستجابة لرغبتهم ، ووسيلة لأخذ العبر من تلك الحوادث وأبدأ بالسؤال الأول :
* هل الشيخ مبارك ( الكبير ) قتل أخوته ليحصل على الحكم ؟!
وبتجرد بحثت فوجدت أن الشيخ عبد العزيز الرشيد إستمع لرواية الخلاف بين الأخوة من نقيب أشراف البصره خلف باشا النقيب ، فيقول في كتابه :
( كان الشيخ السادس من آل صباح قد توفى وترك ثلاثة أبناء هم محمد وجراح ومبارك وقد إختلفوا فيما بينهم على إرث أبيهم ، وأتفق اثنان هما محمد وجراح وأختلف معهما الثالث – مبارك – واستحكم الخلاف على قائمة حساب تحتوى على عشرين ليره عثمانية ، وسيف يتكلف اصلاحه 9 ليرات وبند ثالث غير محدد ، وبدأ الخلاف بين الأخوة بمشاده على قائمة الحساب ، ثم أنتهى إلى أن أحد الأخوين وهو جراح دخل إلى سوق الجزارين في الكويت وصاح منادياً أصحاب الدكاكين ( إياكم أن تعطوا مبارك شيئاً فقد تبين أنه من المفلسين وأن عليه ديون عظيمة ) ويقول الشيخ عبد العزيز الرشيد صفحة 119 من كتابه تاريخ الكويت ( بعد هذا الحادث صمم مبارك على التضحية بأخويه على مذبح الغضب والانتقام صمم على هتك حرمتهما وقطع رحمهما واسالة دمائهما الطاهرة ) .
ويضيف الشيخ عبد العزيز الرشيد كيف وقع القتل فيقول :
في ليلة من ليالى ذى القعدة المظلمة سنة 1313 هجرية( 1896 ميلادية ) بعد أن مضى هزيع من الليل وبعد أن هجع القوم نهض مبارك مسرعاً فقتل أخوية محمد وجراح يسانده ابناه جابر وسالم ولفيف من الخدم وجعل من كان معه أقساماً ثلاثة : هو لأخيه محمد ، وجابر وبعض الخدام لجراح ، وابنه الثانى سالم وبعض الخدام حراساً في صحن الدار .
صعد مبارك توا الى محمد فأيقظه من نومه وبعد أن أنتبه أطلق عليه البندقيه ولكن لم تجهز عليه فاستغاث هناك الأخ بأخيه وذكره بما له من الحق والحرمة فما وجد ذلك الصوت المحزن ولا ذلك الاستعطاف الحار سبيلاً الى قلب مبارك الذى إمتلأ حقداً وغضباً فصوب البندقية ثانياً متصاماً عن سماع النداء حتى تركه لا حراك به يتخبط بدمه ويجود بنفسه العزيزة .
أما جابر فذهب إلى عمه في حينه فألفاه يقظان وزوجته إلى جانبه فسددا البندقية أليه ولكنها لم تنطلق فعاجله عمه بالقبض عليه وكان له من زوجته ساعد ومعين وكادا يتغلبان عليه لولا مبادرة أحد الخدام إلى مساعدة جابر بتصويب بندقيته إلى نحره فأرداه صريعاً ووقفت زوجته عليه تبكى وتنوح وتندب ...)
ونصب مبارك نفسه حاكماً على الكويت بينما أهلها في حالة ضجيج وعويل لهذه المصيبة التى لم يحدث لها نظير .
إنتهت رواية الشيخ عبد العزيز الرشيد ولنا عبره في ما للغضب من مآس إنسانية فلا عجب أن نهى رسولنا الكريم عن الغضب لأن الشيطان يدخل لبنى آدم بسهولة وقت الغضب ويزين له سوء عمله .
السؤال الثانى :
* ما المقصود بالوصخ اللى شالوه الكويتيين على رؤوسهم وفى عهد من من الحكام ؟!
وردت هذه العبارة على موقع الأخ الفاضل محمد عبد القادر الجاسم منوهاً عن بعض ما دار في إجتماع الأسرة الحاكمة في قول أحد الحضور ( أبوى أجبر الكويتيين أنهم يشيلون الوصخ على رؤسهم )
وأصل الحكاية بإختصار أن المجلسيين كما يطلق عليهم عام 1939 في عهد الشيخ أحمد الجابر قاموا بوضع مسودة دستور استقوها من دستور العراق مع بعض التعديلات لتناسب ظروف الكويت وعرضت على الشيخ أحمد الجابر الذي لم يكن يرغب بوضع دستور للبلاد ، ولكن أمام رغبة من إنتخبهم الشعب الكويتى قام بوضع دستور كما يراه ، وتركزت جميع الصلاحيات في يده وعرضه على المجلسيين فما كان منهم اللا أن رفضوا مسودة دستور الشيخ أحمد الجابر وكتبوا له بما يفيد ذلك مما أدى إلى تأزم الوضع بين الطرفين ، وأثناء تقليد الشيخ عبد الله السالم وسام من المقيم البريطانى في الخليج يسمى (C.I.E ) تقديراً للخدمات الجليله التى قدمها الشيخ عبد الله السالم وكان ذلك في 5 مارس 1939 ، وبعد أن ألقى المقيم البريطانى خطابه ، قام سمو الأمير أحمد الجابر مؤيداً قول المقيم أن الكويت واقعة تحت الحماية البريطانية وهى المرة الأولى التى يرد فيها ذكر وقوع الكويت تحت الحماية البريطانية في الأقوال الرسمية .
إنعقد المجلس التشريعى في نفس اليوم وحرر كتابه إلى سمو الأمير رفض فيها الحماية البريطانية للكويت ، وكان وقع هذا الكتاب سيئاً على سمو الأمير فأصدر أمره في اليوم التالى أى 6 مارس 1939 بحل المجلس فحدث إضطرابات سياسية كبيرة في الكويت ، سالت الدماء في المباركية ، وزج بخمسة من المجلسيين في السجن الذين قضوا فيه أعتقد ثلاثة سنوات أو أربع ، وكانو يحملون على رؤوسهم مخلفاتهم إلى البحر نكالاً وتشفياً بهم ( وهذا ما عناه الكاتب محمد الجاسم على موقعه في روايته عن بعض ما حدث في إجتماع الأسرة ) حتى عام 1943 حين عفى الشيخ أحمد الجابر عنهم وأطلق سراحهم ، وعبر للمجلسيين عن تناسى أحداث الماضى وآثاره والبدء بصفحة جديدة . وهكذا فأحداث من التاريخ الكويتى دفع غضب الشيخ مبارك وتسبب بمقتل أخويه ، وكان غضب الشيخ أحمد الجابر سبباً لفتنة أطلت برأسها في المجتمع الصغير ، فحل المجلس التشريعى ، وحدث الصدام بين السلطة والمجلسيين ، ومات من مات ، وسجن من سجن نتيجة لغضب الحاكم والذى يسمح للشيطان ليزين للأنسان سوء عمله عند الغضب ، فيقع هذا الانسان في سوء عمله ، فيا أيها الحكام والرؤساء والملوك إياكم والغضب اللا في حق من حقوق الله، فهل من معتبر .
أرجو أن تكون هذه المعلومات إجابات شافية للتساؤلات التى طرحت من بعض الأخوه زوار الموقع ، وسلامتكم .
معرفتنا بحوادث تاريخية مجتزأه ، وحالة من الهلاميه والضبابية تحيط بها الأمر الذى حدا ببعض الأخوة على طرح أسئلة كنت أحسبها معروفة للجميع ، وتعرض لها مجموعة من الباحثين والمؤرخين ولكن لا زالت تطرح وأحسب أن الواجب في هذه النافذه أن نتعرض لها إستجابة لرغبتهم ، ووسيلة لأخذ العبر من تلك الحوادث وأبدأ بالسؤال الأول :
* هل الشيخ مبارك ( الكبير ) قتل أخوته ليحصل على الحكم ؟!
وبتجرد بحثت فوجدت أن الشيخ عبد العزيز الرشيد إستمع لرواية الخلاف بين الأخوة من نقيب أشراف البصره خلف باشا النقيب ، فيقول في كتابه :
( كان الشيخ السادس من آل صباح قد توفى وترك ثلاثة أبناء هم محمد وجراح ومبارك وقد إختلفوا فيما بينهم على إرث أبيهم ، وأتفق اثنان هما محمد وجراح وأختلف معهما الثالث – مبارك – واستحكم الخلاف على قائمة حساب تحتوى على عشرين ليره عثمانية ، وسيف يتكلف اصلاحه 9 ليرات وبند ثالث غير محدد ، وبدأ الخلاف بين الأخوة بمشاده على قائمة الحساب ، ثم أنتهى إلى أن أحد الأخوين وهو جراح دخل إلى سوق الجزارين في الكويت وصاح منادياً أصحاب الدكاكين ( إياكم أن تعطوا مبارك شيئاً فقد تبين أنه من المفلسين وأن عليه ديون عظيمة ) ويقول الشيخ عبد العزيز الرشيد صفحة 119 من كتابه تاريخ الكويت ( بعد هذا الحادث صمم مبارك على التضحية بأخويه على مذبح الغضب والانتقام صمم على هتك حرمتهما وقطع رحمهما واسالة دمائهما الطاهرة ) .
ويضيف الشيخ عبد العزيز الرشيد كيف وقع القتل فيقول :
في ليلة من ليالى ذى القعدة المظلمة سنة 1313 هجرية( 1896 ميلادية ) بعد أن مضى هزيع من الليل وبعد أن هجع القوم نهض مبارك مسرعاً فقتل أخوية محمد وجراح يسانده ابناه جابر وسالم ولفيف من الخدم وجعل من كان معه أقساماً ثلاثة : هو لأخيه محمد ، وجابر وبعض الخدام لجراح ، وابنه الثانى سالم وبعض الخدام حراساً في صحن الدار .
صعد مبارك توا الى محمد فأيقظه من نومه وبعد أن أنتبه أطلق عليه البندقيه ولكن لم تجهز عليه فاستغاث هناك الأخ بأخيه وذكره بما له من الحق والحرمة فما وجد ذلك الصوت المحزن ولا ذلك الاستعطاف الحار سبيلاً الى قلب مبارك الذى إمتلأ حقداً وغضباً فصوب البندقية ثانياً متصاماً عن سماع النداء حتى تركه لا حراك به يتخبط بدمه ويجود بنفسه العزيزة .
أما جابر فذهب إلى عمه في حينه فألفاه يقظان وزوجته إلى جانبه فسددا البندقية أليه ولكنها لم تنطلق فعاجله عمه بالقبض عليه وكان له من زوجته ساعد ومعين وكادا يتغلبان عليه لولا مبادرة أحد الخدام إلى مساعدة جابر بتصويب بندقيته إلى نحره فأرداه صريعاً ووقفت زوجته عليه تبكى وتنوح وتندب ...)
ونصب مبارك نفسه حاكماً على الكويت بينما أهلها في حالة ضجيج وعويل لهذه المصيبة التى لم يحدث لها نظير .
إنتهت رواية الشيخ عبد العزيز الرشيد ولنا عبره في ما للغضب من مآس إنسانية فلا عجب أن نهى رسولنا الكريم عن الغضب لأن الشيطان يدخل لبنى آدم بسهولة وقت الغضب ويزين له سوء عمله .
السؤال الثانى :
* ما المقصود بالوصخ اللى شالوه الكويتيين على رؤوسهم وفى عهد من من الحكام ؟!
وردت هذه العبارة على موقع الأخ الفاضل محمد عبد القادر الجاسم منوهاً عن بعض ما دار في إجتماع الأسرة الحاكمة في قول أحد الحضور ( أبوى أجبر الكويتيين أنهم يشيلون الوصخ على رؤسهم )
وأصل الحكاية بإختصار أن المجلسيين كما يطلق عليهم عام 1939 في عهد الشيخ أحمد الجابر قاموا بوضع مسودة دستور استقوها من دستور العراق مع بعض التعديلات لتناسب ظروف الكويت وعرضت على الشيخ أحمد الجابر الذي لم يكن يرغب بوضع دستور للبلاد ، ولكن أمام رغبة من إنتخبهم الشعب الكويتى قام بوضع دستور كما يراه ، وتركزت جميع الصلاحيات في يده وعرضه على المجلسيين فما كان منهم اللا أن رفضوا مسودة دستور الشيخ أحمد الجابر وكتبوا له بما يفيد ذلك مما أدى إلى تأزم الوضع بين الطرفين ، وأثناء تقليد الشيخ عبد الله السالم وسام من المقيم البريطانى في الخليج يسمى (C.I.E ) تقديراً للخدمات الجليله التى قدمها الشيخ عبد الله السالم وكان ذلك في 5 مارس 1939 ، وبعد أن ألقى المقيم البريطانى خطابه ، قام سمو الأمير أحمد الجابر مؤيداً قول المقيم أن الكويت واقعة تحت الحماية البريطانية وهى المرة الأولى التى يرد فيها ذكر وقوع الكويت تحت الحماية البريطانية في الأقوال الرسمية .
إنعقد المجلس التشريعى في نفس اليوم وحرر كتابه إلى سمو الأمير رفض فيها الحماية البريطانية للكويت ، وكان وقع هذا الكتاب سيئاً على سمو الأمير فأصدر أمره في اليوم التالى أى 6 مارس 1939 بحل المجلس فحدث إضطرابات سياسية كبيرة في الكويت ، سالت الدماء في المباركية ، وزج بخمسة من المجلسيين في السجن الذين قضوا فيه أعتقد ثلاثة سنوات أو أربع ، وكانو يحملون على رؤوسهم مخلفاتهم إلى البحر نكالاً وتشفياً بهم ( وهذا ما عناه الكاتب محمد الجاسم على موقعه في روايته عن بعض ما حدث في إجتماع الأسرة ) حتى عام 1943 حين عفى الشيخ أحمد الجابر عنهم وأطلق سراحهم ، وعبر للمجلسيين عن تناسى أحداث الماضى وآثاره والبدء بصفحة جديدة . وهكذا فأحداث من التاريخ الكويتى دفع غضب الشيخ مبارك وتسبب بمقتل أخويه ، وكان غضب الشيخ أحمد الجابر سبباً لفتنة أطلت برأسها في المجتمع الصغير ، فحل المجلس التشريعى ، وحدث الصدام بين السلطة والمجلسيين ، ومات من مات ، وسجن من سجن نتيجة لغضب الحاكم والذى يسمح للشيطان ليزين للأنسان سوء عمله عند الغضب ، فيقع هذا الانسان في سوء عمله ، فيا أيها الحكام والرؤساء والملوك إياكم والغضب اللا في حق من حقوق الله، فهل من معتبر .
أرجو أن تكون هذه المعلومات إجابات شافية للتساؤلات التى طرحت من بعض الأخوه زوار الموقع ، وسلامتكم .