الأربعاء، 4 مارس 2009

قراءة في حديث الشيخ سعود


· قراء الموقع المحترمين
إن تفاعلكم مع ما يكتب على الموقع مربط الفرس لهو الوقود لمواصلة كتاباتى ، وتعليقاتكم ستدفعنى في المضى في طرح القضايا العامة والتحاور معكم حولها فأفيدونا أفادكم الله .
بسم الله نبدأ المقال

في علم الاقتصاد فيه تعبير Trade off ويعنى معانى كثيرة ، ولنقرب الصورة نقول في مقابل كبح معدل التضخم المرتفع لابد من إتباع سياسة نقدية إنكماشية تعمل على إمتصاص السيولة وإحتواء ما يعرف بـ Hot Money ، ففى مقابل كبح التضخم لابد من Trade off للسيوله ، يعنى بالكويتى ( من بقى شى خلا شئ ) وأعتقد أن بعض الفضائيات الكويتية أحيت بلا كسوف مواقف القيادة الفلسطينية أثناء الغزو لفك إرتباطها مع عدالة القضية الفلسطينية ، وحقوق هذا الشعب الذى شبع تشريد وقهر بحجة واهية تمت تجاوزها منذ زمن ، ولم ينفع إعتذار رئيس السلطة الفلسطينية عن مواقفها إبان الغزو ، ولم يشفع له اعترافه بخطأ القيادة والتى كانت وقوى أخرى واقعة تحت نفوذ صدام في ذلك الوقت ، حتى كانت طلة الشيخ سعود الأخيرة والتى كشفت صراحته مواقفه تجاه ما يحدث في بلدي عن خفايا دعاوى فك ارتباطنا بالفلسطينيين في أحسن الأحوال ، والكيل لهم بأنهم السبب في مآسيهم وليست الطغمة الحاكمه الصهيونية .
فما الذى فهمته من حديث الشيخ سعود ، هذا الحديث الذي أكمل الصورة ، وأوضح الأسباب للبرود والتفرج على ما يحدث في غزة دون أن يحرك فينا أو فيهم بشكل أدق ( صرصوخ إذن مشاعرهم ) ما فهمته من حديث الشيخ أبو فواز عن فترة الغزو ، ووجوده كسفير هناك في واشنطن إتصال اللوبى الصهيونى به هناك أوائل أيام الغزو ووقوفه قلباً وقالباً مع دحر العدوان وذهب اللوبى الى أبعد من ذلك وهذا ما فهمته من حديث الشيخ فسيتكفل بأعضاء السلطتين الكونغرس والسنت وسيضمنون مواقفهم وعلى الشيخ أن يهتم بأطراف اللعبة السياسية أما اللوبى فسيهتم بدوره بالمركز لهذه الأطراف ، وحشد كل القوى الأمريكية بتطهير الكويت من فلول عصابة صدام . إذن موقف اللوبى الصهيونى أكثر من مشرف تجاه قضية الكويت الأولى والأخيرة بتحريرها من براثن قوات صدام ، ولكن كل شئ وله شئ آخر وهنا يأتى دور Trade off فما هو المقابل أو الثمن الذى يمكن للكويت أن تدفعه للـلوبى الصهيونى ذا المواقف المشرفة للغزو ؟
ليس بالضرورة بالطبع أن تتم صفقة بين الأطراف ، ولا أتصور أن يكون هناك صفقة ، ولكن الحر تكفيه الأشارة ، فليس أقل من فك الأرتباط بمشكلة الشعب الفلسطينى ، وتحييد موقفنا تجاه هذه القضية ، وأن نتساوى مع فئة المتفرجين على مآسى هذا الشعب حالنا حال دول الأتحاد الأوروبى التى اكتفت بدفع ملايين لأعانة حياة المحاصرين هناك ، مع دعمها شبه الكامل لإسرائيل وتفوقها الدائم على جيرانها العرب .
وهو ثمن بسيط يمكن أن يدفع أثناء إحتلال صدام للكويت ، وإضطراب المجتمع الدولى إهتز من أقصاه إلى أدناه من فعلة النظام الصدامى ، وتداعى البيت العربى وتفككه وإنهياره بين فئة تقف مع غزو صدام ، وفئة تناوئ الغزو .
أحداث تلك الفترة لازالت ماثلة أمام العين والذاكرة ، فكل شئ في حبك يهون يا وطنى ، المهم فهمت من حديث الشيخ سعود تواصله الى الآن مع من وقف معنا من الأمريكان ولم يستثنى أعضاء اللوبى الصهيونى ، فلا زال يبعث لهم بمناسبات أعياد ميلادهم ، وأعيادهم الدينية والوطنية ، وهو يشكر على ذلك ، أى على هذا التواصل وما فيه مشكلة فهو حر أن يتصرف بما يمليه عليه ضميره ، ولكن أين المأزق ؟!
في رأيى أن فك الارتباط مع القضية الفلسطينية ومأساة الشعب الفلسطينى لابد من مبرر قوى وشماعة يتم إستحداثها لتخفى السبب الحقيقى وراء فك الارتباط ، فمش معقول أن نقول أن مواقف اللوبى الصهيونى هى السبب ، ولابد من خلق سبوبة ، فكانت السبوبة جاهزة ، وهى مواقف الفلسطينيين من الغزو ، وتأييدهم لصدام وزمرته ، وما شاهدناه من بعض الفضائيات يفضح الغايات الحقيقية من وراء الهجوم الكاسح على الفلسطينيين ليصب في مصلحة اللوبى الصهيونى ، وشحنت عواطف الناس لهذا التوجه المشبوه ، وأخذنا نسمع كلاماً يدس السم في العسل ، ولو أخذنا أحداث تاريخية قريبة لكان أجدر بهم اللا يتبعوا أهوائهم زأقصد المحرضين على شن العداء ضد الفلسطينيين ، ونذكرهم بمواقفهم المؤيده لصدام إبان حربه ضد إيران ، ودفع حكومة الكويت 15 بليون دولار دعماً لصدام فكان الأجدر بإيران تبعاً ( لخواراتهم ) أن تقف ضد تحرير الكويت ، وتطبق مع صدام ، ولسان حالها يقول ( قلعتهم ) ولكن أبداً لم يحدث ذلك بل فتحت إيران صفحة جديدة مع الكويت ، وقدرت ظروف الكويت وأن دعمها لصدام مفروض عليها ولم يكن عن قناعة بحرب صدام ضدها ، وعفى الله عما حدث ، هذا ما يجب أن نسير عليه من توجه سياسى تجاه القضية الفلسطينية ، والفلسطينيين ، ونقدر ظروفهم ونفتح صفحة جديدة ، وهو ما قام به سمو الأمير بتبرعاته السخية لغزة والمؤيده لهذا التوجه ولكن ماذا نفعل بالغوغاء ؟
وفضائيات فتحت لهم الأبواب ليزكموا أنوفنا بتراهاتهم ، وتعصبهم ( اللى ماله في السوق ما يسوق ) وإذا عرف سبب الصخب بطل العجب وسلامتكم .

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

اذا كنا لا نرد فهذا لا يزعجك المهم اننا نقرأ كتاباتك وجزاك اله خيرا
اما بالنسبة للمقالة فهى رائعة وتوضيحك للحقائق او للرئ التى لا يراها امثالنا فجزائك عند الله ولا يجوز ان تعرف وتسكت لان هذه الرؤية قد لا يعرفها الكثير في ظل هذا التخبط الثقافى الذى نعيشه وفى دوامة الحياة
فجزاك الله خيرا

Unknown يقول...

دول مجلس التعاون الخليجي GCC لا تعدوا بنظر قادة الدول العربية الأخرى وللأسف سوى خزائن مال ( مغارة على بابا ) ولتلك الدول العربية الحق المطلق بحصص من هذه الأموال ! ولا يلامون فقد عودناهم على ذلك ! هم دائما يفتعلون الخلافات فيما بينهم ونتدخل بدبلوماسية الدينار لننهي خلافاتهم ليضحكوا علينا في سرهم !

والشاهد على ذلك ما صدر من قرارات المؤتمر الأقتصادي الأخير الذي عقد بالكويت . تبرع السعودية بمليار دولار والكويت بنصف مليار وبقية المبلغ بين كل من قطر والأمارات ! ومصير تلك الأموال معروف سلفا !

سياسة دبلوماسية الدينار أثبتت فشلها . ولكننا لا نتعلم من دروس التاريخ !

مدونة مميزه مع تمنياتي لك بالتوفيق .

AbuHilal يقول...

استقراء وربط جميل.
أما عن الغوغاء، فيبدو أن هذا هو زمن الرويبضة؛ حيث فتحت الفضائيات المجال لانتشارهم.