الاثنين، 2 فبراير 2009

لماذا يتواطئ الحكام

لماذا يتواطئ الحكام ؟! لعبد الجليل الغربللى

أشكر كل من زار الموقع وأدلى برأيه حول ما كتبته حول نكبة غزة الجريحة المكلومة ، والمحبطة من بنى جلدتها قبل الاعداء الصهاينة ، هذا التواصل مع الأخوة والأخوات يعطينى دافع حقيقى في الحديث عن مصائب الأمة ، وتخلفها وأنانية حكامها حيث يقول أحمد منصور مقدم برنامج بلا حدود في الجزيرة في مقال له في الدستور ( يلقى الكثيرون بالمسئولية على الحكام وحدهم في النكبة التى تعيشها الأمة في ظل حرب الاباده التى يقودها الصهاينة أعداء الانسانية على قطاع غزة وهذا صحيح فالحكام الذين يدافع بعضهم جهاراً نهاراً عن الصهيانة ويتواطأون معهم ضد مصالح الأمة ويشاركونهم الولوغ في دماء الشعب الفلسطينى العربي المسلم مسئولون أمام الله ثم أمام الناس والتاريخ عما يحدث لشعب فلسطين ، فالحكام ليسوا وحدهم مسئولين ولكننا نتساءل بوضوح ودون مواربة ودون مجاملة وأين العلماء ؟ علماء الأمة الذين يشكلون العصب الرئيسى للشعوب ؟! فهل في النتائج الهزيلة التى حققوها حتى الآن لا تقل في عمومها سوءاً عن دور الحكام ؟! وأما الحركات القومية فلم يزد موقفها على موقف العلماء من شجب وإدانة وكفاح بالحناجر ومشاركة في المسيرات والمظاهرات واحتجاجات على شاشات الفضائيات !!
أما الحركات الاسلامية فإن مصيبتها أكبر وعجزها أبشع فقد ابتلى معظمها بقيادات لا تعى متطلبات المرحلة ولاحسن الخطاب . مشهد الأمة برمته ليس مؤلماً ولا محزناً ولا مخزياً ولا سيئاً فحسب ولكنه مشهد قاتل أمه كاملة لا شئ فيها يدل على الحياة سوى الفئة القليلة الصامدة والمرابطة في غزة التى تدافع عن الدين والعرض والشرف ومعهم قليل من المخلصين الذين عرفوا طريقهم لنصرة فلسطين فأخذوا يعملون لنصرة دينهم وإخوانهم في العروبة والاسلام بصمت بينما الأمة كلها بين مشارك أو متواطئ أو متفرج أو ميت أو عاجز أو مشارك بالهتاف .)
أنتهى حديث أحمد منصور والسؤال الذى يطرح نفسه على جموع هذه الأمه لماذا ؟ لماذا هذا العجز والنفاق وحب الدنيا ؟ لماذا هذا التواطئ وهذا العجز وهذا التبلد في الأحساس تجاه ما يحدث في غزة ؟ !
الإجابة ليست من عندياتى ، ولا من بنات أفكارى ولكن من رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم ) كلامه هو السهل الممتنع نعم فالموقف رهيب حين تأتى آيات تصف يوم القيامة في سورة الفرقان من الآية 25-29 فيقول رب العالمين ( ويوم تشقق السماء بالغمام وننزل الملائكة تنزيلا الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوماً على الكافرين عسيرا ،يوم يعض الظالم على يدية يقول ياليتنى أتخذت مع الرسول سبيلا ياويلتى ليتنى لم أتخذ فلاناً خليلا لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان للانسان خذولا .) في هذا الموقف الرهيب وكأنى بالله عز وجل يسأل رسولنا الكريم عن هذا التخاذل ، وهذا الضعف والعجز والتأخر على نصرة شعب غزة فتأتى إجابة الرسول حاسمة في الآية رقم 30 من نفس السورة (الفرقان) (وقال الرسول يا رب إن قومى إتخذوا هذا القرآن مهجوراً.) نعم هجرة القرآن وأهمال ما أمر به ، وتجاهل أحكامة وعدم تفعيله هو سبب هزيمتنا ، وهجرة القرآن تتمثل في فئتين إما تتلوه صباحاً ومساءً ولكنهم لا يأخذون به ، وأفعالهم وأعمالهم تناقض ما جاء به ، أو أولئك الذين لا يقرأون ولا يأخذون بأحكامه وهى الفئة الأضل سبيلا.
صحيح أن عند رجوعى لتفسير ما قاله الرسول فإن جموع المفسرين يرون أن الرسول يقصد قومه في قريش ، ولكنى لا أتفق مع هذا الرأى وأقول أن قول الرسول ينسحب على قومه من قريش وكذلك على كل من خذل القرآن ، وهجر أحكامه ونصوصه ولم يأخذ بها إلى أن تقوم الساعة . وإجابة الرسول تكفى لتساؤلات أحمد منصور لماذا هذا التواطئ ، ولماذا هذا الصمت ، لأنهم اتخذوا من هذا القرآن مهجورا ، ولماذا ألقوا بأحرار بلادهم في غيابات السجن ؟ وشردوا أهلهم ، وصادروا ممتلكاتهم ؟ لأنهم إتخذوا من هذا القرآن مهجورا.
ولماذا أكلوا أموال شعوبهم بالباطل ، وسلموا زمام إقتصادهم لحفنه جشعة استأثرت بها ، وتركوا بقية فئات الشعب تتضور جوعاً ، وفقراً فكثرت أزماتهم وحاصرت البقية الباقية من الشعب ، فلم يعد لأية مظاهرة أو احتجاج أى معنى ، وأستمرت معاناتهم وهم يتفرجون عليهم ؟
لأنهم أتخذوا من هذا القرآن مهجورا ، وهكذا تمضى أمة بعد أمة ، وحكاماً بعد حكام آثروا الحياة الدنيا ، وفرحوا بها فلابد وأنهم سيتخذون من هذا القرآن مهجورا كما قال رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) صدقت يا أبا القاسم وأشهد أنك لرسول الله .

هناك تعليقان (2):

Mohammad Al-Yousifi يقول...

مع احترامي لوجهة نظرك

ممكن تعطيني أمثلة تاريخية على حكام تمسكوا بالقرآن ؟

و ارجوا انك ما تذكر الرسول و الصحابة الأولين , فكلانا يعرف ان الوضع مختلف


شكرا

غير معرف يقول...

جزاك الله خير يا اخى على هذا المقال
لى سؤال لماذا يقتل اليهود المسلمين بهذه الحرقة ؟ وارجوا تنبيه الحكام انهم ليسوا باقين الى الابد فليعلموا انهم واقفون امام الله مسئولون عن ما يعملون فليعدوا الجواب
كما اشكرك كاتبا الكبير