الثلاثاء، 27 يناير 2009

تلكيكة غزة المفضوحة

تلكيكة غزة المفضوحة لعبد الجليل الغربللى

في البداية كانت إجازتى في قاهرة المعز سبباً مؤقتاً في هجرة الموقع ، وهى على كل حال أى الأجازة إعتدت عليها منذ سنوات ، حيث أجد في مصر الشتوية ملاذاً آمناً وفرصة للقاء الأحبه ، وكذلك أعرج على منطقة سياحية تسمى القونة ، وهي شمال الغردقة على البحر الأحمر أوصى بزيارتها في الشتاء وستجدون ما يسركم من جمال الطبيعة ، وسحر ممراتها المائية والمارينا الجميلة ببوتيكاتها ومطاعمها ، ويكفيها 3 – 4 أيام هناك. والآن أرجع لتساءل لماذا لا أكتب عن غزة ، غزة الجريحة والمكلومة ، شهدت إبادة جماعية وكثيرون كتبوا عن تلك المأساة ولا جديد لدى لأضيف عما قيل سواء في فضائيات ، أو الصحافة ، ولكن لدى ما أقوله ، نعم صعقت من بعض أبناء وطنى وآرائهم حول ما حصل ، وتعميماتهم المتحيزة ، وهاكم بعض مما سمعت :
كله منهم ، الفلسطينين هم اللى تحرشوا بالأسرائليين ، "قلعتهم" نسيتوا مواقفهم مع صدام ، زين سووا فيهم يبون يقيمون إماره اسلامية في غزة ، حماس منظمة متهورة وشعب غزة دفع ثمن تهورها ، إلى آخر الأتهامات الجائرة في حق من ظلموا ، ومنذ عودتى وأنا أسمع هذه الشطحات ، تؤلمنى أرد تاره وأسكت تاره أخري فالكلام مع مثل هؤلاء ضايع حتى ألتقيت بصديقى د. عبد الله النفسيى وشكوت له ظلم أبناء وطنى لاخوانهم في غزة ، وكالعادة فأبو مهند يختزن خلافاً للمشاعر الصادقة ، فهو مخزن كذلك لمعلومات غائبة عن المتجنين على غزة ، وحماس بالذات فقلت لنفسى آن أوان مشاركة أبناء بلدي بمعلومات د.عبد الله
قال هل تعلم أن خالد مشعل واسامة حمدان ولدوا وعاشوا وتربوا في الكويت ، وأنا درست خالد مشعل في الجامعة ، وسألته في آخر لقاء ماذا تريد من الكويت قال خبز إيرانى أعتدت وأنا صغير أن أتناوله مع الشاى كل صباح ، وللعلم فوالد خالد مشعل كان إمام مسجد صغير في قصر الشعب أيام الشيخ عبد الله السالم طيب الله ثراه ، وبعد وفاته أبقاه الشيخ سعد إماماً في المسجد وتربى خالد مشعل بين أسرة متدينة في قصر الشعب ويحملون للكويت مشاعر فياضة ويعتبرونها وطنهم الثانى ، بل الأول ، ولعلمك يقول أبو مهند فمنظمة حماس أصدرت في اليوم الأول من الغزو يعنى يوم الخميس أول بيان إدانه لغزو صدام لوطنى الكويت ، ووقفت بحده أمام ياسر عرفات الذي طالبهم بالتمهل في إصدار بيان الإدانه للفعله الإجرامية لصدام ، وكذلك أبو أياد صلاح خلف الذى كان مدرساً للغة العربية في الكويت وقف أمام صدام ليدين غزوه للكويت فما كان لصدام إلا أن أرسل له إثنان قاموا بقتله في تونس .
لذلك من الظلم أن نقف موقف المتفرج أمام بطولات حماس ، أما الحديث عن أنهم بدأوا العدوان فأقول لهم لقد عانوا مرارة الحصار لمدة طويلة ولم يتجرأ أى نظان عربى بفك الحصار عنهم ، فالموت مكتوب عليهم إما بالحصار والخنق أو بصواريخ سريعة القتل ، وفوسفور أبيض يحرق أجسادهم ، وهنا أسأل سؤال وأوجهه للأنظمة العربية الحاكمة إذا كنتم تريدون من حماس السمع والطاعة فلماذا لم تقوموا بفك الحصار عنهم ليكون لكم عليهم دالة ويستمعون لكم ، أما وقد كنتم متفرجون على موتهم البطئ ولم تفعلوا شيئاً فليس لكم عند حماس لا سمع ولا طاعة ،بالكويتى الفصيح لو فيكم خير جان سويتوا المستحيل لرفع الحصار عنهم وعندها تستطيعون أن تملوا مواقفكم عليهم ، المهم موضوع الإماره الاسلامية في غزه هذه تقليعة جديدة وأرد أننى أتحدى أن يأتى هؤلاء ببرنامج حماس الذي تم انتخابهم على أساسة ويشيروا إلى إقامة الإماره الأسلامية على حد زعمهم ، ولكن كل تلك الاتهامات ما هى اللا " تلكيكة " والبحث عن أى سبب لادانه المناضلين من الشعب الفلسطينى ، وكذلك مقولة أن حماس مخلب متقدم لإيران ... كلام فاضى وسبوبة ليقضوا ويبرروا مواقفهم المفضوحة هداهم وهدانا الله لما يحب ويرضاه وعلى كل حال إذا ما قامت إيران بمساعدة أهل غزة فهل المطلوب أن تقف إيران مع بقية المتفرجين وتعطى ودن من طين وودن من عجين ، وهل دين الاسلام يدعوا إلى أن تتفرج إيران وهى الدولة الاسلامية على مآسي أبناء غزة المسلمين دون أن تمد لهم يد العون ؟ وألا يدعوا ديننا من نصوص قرآنية يصعب حصرها بمساندة هذا الشعب ؟ فما قامت به إيران أو غيرها ما هو اللا تفعيل وترجمة آيات قرآنية ، فهل لدى المعترضين آيات أخري لا نعرفها ؟ بالطبع لا ولكنها الانهزامية والامبطاحية ، والخنوع أمام العدو الصهيونى ، وحب الدنيا الزائلة ، والله يكون في العون ويصبرنا على أقوال السفهاء وإلى اللقاء .